وفي رواية: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمل الثلاثة الأطواف من الحجر إلى الحجر الأسود).
وفي رواية: (رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف)].
* في هذا الحديث دليل على أنه يستحب للرجل إذا دخل عليه قوم أن يتعرفهم، فإن كان ذا بصر فيبصره، ويسأل عن من لم يعرفه ليعرف، وإن كان ضريرا يسأل عنهم؛ ليعطي كل إنسان من التفاته وقربه وحديثه ما يستحقه؛ لأن حال كل إنسان تطالبه بمبلغها من القول القرب والخطاب، ولهذا لما عرف جابر، محمد بن علي احتفل به وأكرمه.
* فأما مد يده إليه وحل إزاره فذلك ليبسطه، فإن الإنسان إذا دخل بيت نفسه حل إزاره، فأراد جابر أن يعرفه أنك في مثل منزلك، وإنما وضع يده على صدره ليؤنسه ويبسطه ليسأل عما بدا له من غير احتشام؛ ولأنه أراد أن يمر يده التي جاهد بها في سبيل الله، وصافح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدره ليكرمه بذلك.
* وقوله: (فقام في نساجة) وهي ضرب من الملاحف المنسوجة، والمشجب: أعواد مركبة يوضع عليها الرحل والثياب، وهذا يدل على أنه يعد رداءه للخروج إلى الناس.
* وانظر إلى توفيق الله هؤلاء الجماعة الذين حضروا عند جابر، كيف