أول مرة حتى بذل نفسه ثانية وثالثة، والذي أراه فيه الزبير رضي الله عنه لما سمع رسول الله يندب الناس إلى ما ذكر معه، لأنه صار إجابته فرض كفاية، فلو لم يجب الزبير أثم الكل؛ لكنه أسقط الفرض عنهم بقوله: أنا، وكذلك لما لم يجيبوا في الثانية والثالثة، فلما رده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرار تيقن حينئذ أنه ليس بباعثه.
- 2474 -
الحديث التاسع والعشرون:
[عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل لكم من أنماط؟ قلت: وأنى يكون لنا الأنماط؟، قال: أما إنها ستكون لكم الأنماط، قال: فأنا أقول لها يعني امرأته - (105/أ) أخري عني أنماطك، فتقول: ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ستكون لكم الأنماط فادعها؟)].
* في هذا الحديث دليل على صحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن الله تعالى أعلمه بما يفتح به على أمته، وأنه سيكون من الفتوح والخير ما يتكون منه الأنماط، وهي جمع نمط، وهي ضروب من البسط والفرش.
* وفيه أيضا دليل على أن الأنماط إذا كانت للمؤمن فلا تضره، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ستكون لكم أنماط) يشير إلى أصحابه، ولقول امرأة جابر: (ألم يقل