* وقوله: (ثم يوضع له القبول في الأرض): يعني، أنه يقبله أهل الحق الذين يقبلون أمر الله سبحانه، وإنما يحب أولياء الله من يحب الله.

* فأما من يبغض الحق من أهل الأرض ويشنأ الإسلام والدين؛ فإنه يريد لكل ولي لله محبوب عند الله مقتًا وبغضًا، وإذا أبغض عبدًا أعلم جبريل بأنه يبغضه لئلا يختلج في قلب جبريل لذلك حب المبغض، فيكون مخالفًا لله عز وجل.

وهكذا الملائكة، وكذلك أهل السماء، ويكونون عابدين لله عز وجل ببغض ذلك الإنسان، متقربين إليه سبحانه وتعالى بشنآنه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض من أهل الخير وأهل الصلاح، فلا يحبه منهم من يعلم حاله.

* فأما إن كان في حالة التباس وتمويه يخفى على كثير من الناس، فأحبه رجل على ظن منه أنه من أهل الخير، ولم يعلم بخبث باطنه، فذلك مما يشكر الله عليه ذلك المحب، إذ كان قد أنار له حبه؛ حبه لله سبحانه.

ولمن ظن أنه من أهل ولاية الله سبحانه، يضاعف الله على ذلك المحبوب النقمة من أجل تغريره المسلمين في تشبهه بمن ليس منه، وإنما يعتبر ذلك بالشرع المشروع، والحق الموضوع؛ فإنه إذا كان عاملاً بالشرع كله في سره وعلنه فأحبه (78/ ب) المؤمنون على ذلك، أثنوا ولو كان في باطنه كافرًا، كما أنه لو خالف الشرع ولم يعمل به، فأبغضه المؤمنون على ذلك، فإنهم يثابون على بغضه، ولا ينجح له هو باطن ولو كان صالحًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015