سيئة- وهو أبصر به- فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة. إنما تركها من جراي).

وفي رواية: (إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها كتبتها له حسنة، وإن عملها كتبت له بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، ومن هم بسيئة فلم يعملها (73/ ب) لم أكتبها عليه، وإن عملها، كتبت سيئة واحدة)].

* هذا الحديث قد تقدم في مسند ابن عباس، وأوضحنا الكلام عليه هنالك، ونشير إليه هاهنا، فأقول: إن فضل الله سبحانه وتعالى لما كان فائقًا مقدار أماني الخلق بلغ من ذلك إلى أن بدل السيئة حسنة، إذا عملت السيئة فتاب عاملها منها انقلبت بعينها حسنة.

ثم إن ذلك سرى إلى أنه متى هم الإنسان بسيئة فلم تتم هذه الهمة؛ بل تركها بأن هم به، أجرى الله سبحانه ذلك له في ديوان فضله، فإنما مقام الفعل الحسن، فكتب ذلك حسنة.

* ومعنى قوله: (حسنة) فإن حسنة صفة لموصوف محذوف، ومعناه: كتب له فعله حسنة.

* وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إلى سبعمائة ضعف) فإنها إذا انتقلت الهمة عن العزم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015