للمدر عليه أن يكون غير مرتاب بأن الله سبحانه لا يجوز عليه البخل، ولا يقطع ذلك الإمداد إلا لحكمة، فلا يدخر مما أنعم به عليه كالمن والسلوى الذي كان يأتي كل يوم إلى بنى إسرائيل.

فإن في جعل ذلك الإدرار منامة بينها، على أنه يأتي كل يوم برزقه، فإذا ادخر من رزق يوم إلى يوم آخر؛ فإن ادخاره دليلًا على ارتياب حسن نيته مع ربه عز وجل على الشيء المدخر أنه لما أفسد بمثل فعله في إفساد ما ادخره. وعلى هذا فإن ما أنعم الله به مساقاة كالحبوب والثمار، فإنه لم يأت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ادخر من ذلك أكثر من قوت عام من جهة أن درور ذلك في كل عام.

وإنما فسد الطعام على بين إسرائيل؛ لأنهم ادخروا من ذلك أكثر من قوت.

حواء فقد قيل: إن خيانتها لزوجها، أنها لما رأت آدم قد عزم على الأكل من الشجرة (68/ أ) تركت نصحه في النهي له؛ لأن ذلك كان ترك النصح له خيانة؛ فعلى هذا، كل من رأى أخاه المؤمن على سبيل ذلك فترك نصحه بالنهي عن ذلك النهي فقد خانه، ولا يخرج هذا من تسمية الخائنين الذين جزم الله سبحانه منهم: {إن الله لا يحب الخائنين} اللهم إلا أن يسكت تقية، فذلك له حكم تعلق به.

* وقوله: خنز الطعام؛ قال أبو عبيد: يقال خنز يخنز، وخنز يخنزون، خزن يخزن، إذا أروح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015