رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وإنما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ذكر من هذه الأحاديث مع كونه قد أنزل عليه قوله عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وأنزل عليه قوله سبحانه: {ولا يحيطون به علمًا}.

فإنما أراد الله فيما أرى تحقيق الصفات المقدسة، وتمكين الآيات بما ذكره - صلى الله عليه وسلم - عن ربه ليكون كافيًا قلوب أهل الصلاة بذلك، وناكبًا قلوب أهل الزيغ، ودامغًا رؤوس أهل التعليل، الذين لما اضطرهم الاعتراف بوجود الخالق سبحانه عدلوا إلى جحد (66/ ب) صفاته سبحانه وتعالى ... من غير ذلك بما ألحدوا به في أسمائه.

فكانت هذه الأحاديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبًا لقلوب الكافرين، ونكأ لصدور المعطلين، وعلم بها أهل الحق أنه سبحانه وتعالى كما وصف به رسوله - صلى الله عليه وسلم - يؤمنون بأنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

لا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام من الحد والحصر والميل والشبه والتأليف والاقتران والمضامة والاتساق، بل هو سبحانه واحد أحد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015