فكان هذا مما صفى العبادة لله عز وجل، فلما عمت السلامة من سوء القصد هذه الأمة أبيحت لها الغنائم، فكان الإخلاص النهائي: القتال لوجهه عز وجل. فلم يسلبهم أخذ غنيمة، وإذا يظل لهم وفيمن أذعنه الغرض؛ لكونه لم يؤمن عليه فتنة، وفيمن أبيح له تناول ذلك؛ لأنه أمن عليه ما منعه؛ بان التفاوت الذي يبين قوله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت الناس}.
-2110 -
الحديث الثاني والسبعون بعد المائتين:
[عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا، وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}، فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم. وقالوا: حبة في شعرة)].
* في هذا الحديث من الفقه: أن الله سبحانه وتعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الباب سجدًا لله تعالى شكرًا على ما أنعم به عليهم.
وسجدًا: منصوب على الحال.
وذلك أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون دخولهم إلى الباب شاكرين لله