وانقطع الوحي بموته، فلا نبي بعده، ثم لم يقبضه الله إليه حتى خيره بين البقاء وبين لقاء ربه، فاختار - صلى الله عليه وسلم - لقاء ربه، فكان انتقاله إلى الكرامة العظمى الذي قال الله في ذلك: {وللآخرة خير لك من الأولى} في يوم الاثنين لاستهلال شهر ربيع الأول. وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاثنتي عشر، سنة إحدى عشرة من الهجرة حين اشتد الضحى.

* ودفن ليلة الأربعاء في أصح الأقاويل، وكانت مدة مرضه اثنى عشر يومًا، وكان في بيت عائشة موته - صلى الله عليه وسلم -، ودفن في بيتها، وهو الآن في المسجد، وإنما دفن - صلى الله عليه وسلم - حيث قبض من بيت عائشة، وصلى عليه المسلمون أفرادًا بعد أن كفن في (43/أ) في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة، وتولى غسله علي والفضل رضي الله عنهما، وقثم، وكان أسامة بن زيد وشقران وأوس بن خولي معاونين لهم في ذلك.

صلى الله عليه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.

وهذا آخر ما قدر إيراده من نسب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وذكر أصول القبائل المتصلة به على الاختصار والإيجاز، ونرجوا أن نكون قد أتينا فيه مع ذلك على جملة من المعارف، وقطعة صالحة من علم السير، والله سبحانه هو الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015