والأثر، شاهدان له في ذلك الملأ الكريم، فهو أحسن من الحليّ على العروس، وكلما كان منه شيء في وجهه أو صدره، تهلل له وجه الغازي يومئذٍ، وود أن لا يغطي، ومعاذ الله، أن يكون شيء من ذلك في ظهره؛ فإنه يخجله، ويود لو أنه لم يَبْدُ.

- وأما قوله: (وريحه ريح المسك)؛ فإنه يدل على أن كل من يبلغه ريحه بقرب منه، ويدنو إليه، فأرى أن رسول الله (117/ أ) - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذا للغزاة ليكونوا على حذر من أن يردوا يوم القيامة، ومن جراحهم شيء في غير وجوههم وصدورهم. والكلم: الجرح. والعرف: الرائحة.

-2068 -

الحديث الثلاثون بعد المائتين:

] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبَّر في الصلاة، سكتَ هُنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أرأيتَ سُكوتكَ بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم نقني من خطاياي، كما يُنَقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء البارد) [.

* في هذا الحديث أن الإمام يمسك عن الجهر بالقراءة هنية؛ ليقرأ فيها المأمومون فاتحة الكتاب، وكما أنهم يقرؤون فاتحة الكتاب، فيستحب للإمام ألا يكون وقوفه سكوتًا بغير ذكر؛ بل يذكر الله سبحانه في سكوته سرًّا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015