الآمر بذلك دليلًا على أنه آمن بمن هذا المعروف رضي عنده.

* الخصلة السابعة عشرة: النهي عن المنكر.

ولما كان المنكر، هو الذي أنكره الشرع، ونهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فكان من المؤمن إنكار ذلك من حيث إنه كان بإنكاره مؤمنًا يصدق الرسول الذي شرع إنكاره؛ إذ لو كان إنما أنكر ما يستقبحه العقل خاصة لكان غير منكر لما شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم - (87/ ب) إنكاره، فحينئذ استدل لكل منكر بما أنكره الشرع وحرمه الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه يتضوع أمر منكره عن أرج إيمانه.

* الخصلة الثامنة عشرة: الموالاة في الله.

وذلك أنه لما كانت الموالاة لها أسباب تستدعيها ما بين لحمة نسب أو طول صحبة أو اجتلاب نفع أو دفع ضرر، ثم كانت الموالاة في الله سبحانه هي التي تخلص عن ذلك كله، وتصفو عن شوائبه، فكون إذا والى المؤمن المؤمن لا عن قرابة بينهما، ولا عن منفعة يرجوها من صاحبه أو لا لاستجلاب نفع الدنيا ولا دفع ضرر منها؛ بل لأجل أنه مؤمن بالذي هو أيضًا مؤمن به، ومحب لمن هو أيضًا محبوبه، كان ذلك أيضًا دليلًا واضحًا ظاهرًا من أدلة الإيمان.

* الخصلة التاسعة عشرة: المعادة في الله.

ولما كانت العداوة من الناس تستدعيها أسباب ما بين ترات متقدمة أو إحن سابقة، أو تنافس على منزلة، أو نزاع في مال، أو ملاحاة في قول، أو مشاجرة على رتبة، كان من يعادي عدوًا في الله سبحانه وتعالى من أنه يراه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015