*هاجر إلى المدينة، فعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - خرج لخيبر، فخرج إليها ووصل خيبر بعد الفتح، وفرت عينه برؤية خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -، واطمأن قلبه بهذا الدين، وأثنى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من حرصه الشديد وطموحه بملازمته ودعا له.
*خرجت أمه-ميمونة بنت صبيح-معه إلى المدينة وهي مشركة، وكان أبو هريرة يخدمها ويدعوها إلى الإسلام وهي ترفض، وتسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبو هريرة لا يهدأ باله بما يراه من أمه، حتى دخل يوما من الأيام على النبي - صلى الله عليه وسلم - مغموما محزونا ملتجئا إليه أن يدعو الله عز وجل أن يدخل الإيمان في قلب أمه، فدعا لها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (اللهم اهد أم أبي هريرة)، فلما وصل أبو هريرة إلى داره قالت له أمه: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي من الفرح، ويقول: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أمي. وقال: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عبادة المؤمنين، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما).
قال ابن كثير، وهذا الحديث من دلائل النبوة، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس؛ وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من رواته من أراد هذا الخبر عنه على رؤوس الناس في الجوامع المتعددة في سائر الأقاليم في الإنصات يوم الجمعة بين يدي الخطبة والإمام على المنبر،