* فأما النملة: فقال أبو عبيد: هي قروح تخرج بالجنب وغيره. وإنما رخص رسول لله - صلى الله عليه وسلم - في الرقية من هذا لكون كل منها يمتد إلى جنسه، فإذا أمن العبد أن بركة كلام الله وأسمائه الحسنى بلغ في الشفاء إلى إزالة هذه الأمراض؛ فقد اعترف لله سبحانه بالقدرة على كل شيء وكفر بالطاغوت في مذهب الطبائعيين.

-1836 -

الحديث التاسع والستون:

[عن أنس، قال: (ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان إبراهيم مسترضعًا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قينًا، فيأخذه فيقلبه، ثم يرجع، قال عمرو: فلما توفي إبراهيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين يكملان رضاعه في الجنة)].

* أما حديث الرضاع فقد مضى وشرحنا قصة إبراهيم عليه السلام. فأما كونه - صلى الله عليه وسلم - أرحم بالعيال فإنه من المقامات التي لها تبين حسن خلق المؤمن، فإن العيال في المعنى غرماء يقتضون المؤمن بأنواع هي الديون ما بين قوت ومسكن وكسوة وحوائج شتى على كونهم فهم الأطفال، ولهم زيادة اشتطاط في الطلب، وفيهم النساء المتنوعات الإرادة، والخادم الجاهل فالصبر عليهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015