*في هذا ما يدل على أن الله تعالى كشف لنبيه - صلى الله عليه وسلم - عن أهل مؤتة، وهم منه على منازل حتى نظر من أخذ الراية منهم واستشهد وعد الأمراء واحدًا بعد واحد على ما كانوا عليه.
* وقوله: (ثم أخذ الراية خالد من غير إمرة) يعني - صلى الله عليه وسلم - أنه إنما عين أولئك فلما استشهدوا (210/ ب) اجتمع المسلمون فولوا خالد بن الوليد، فقوله (من غير إمرة) أي من غير إمرة سبقت مني.
* وأما بكاؤه - صلى الله عليه وسلم - فيجوز أن يكون للاستيحاش لفراق ابن عمه وأصحابه، ويجوز أن يكون من طريق الرحمة؛ لأنه لما بكى على ابنه قال: (إنما رحمة وضعها الله تعالى في قلوب عباده).
* وفيه دليل على أنه إذا عين الإمام أمراء مخصوصين فاستشهدوا كلهم وأصيبوا، فإن للمسلمين أن يجتهدوا في نصب أمير يجمع كلمتهم ويقول بالأمر فيهم، ويثبت له الإمارة وإن لم يكن ذلك من نص متقدم من الإمام.
-1763 -
الحديث الثامن والسبعون:
[عن أنس، قال: (كأني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم، موكب جبريل عليه السلام، حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة)].