استعطف عمر بأن دعاه إلى أدب الله والأخذ بمكارم الأخلاق التي فيها الإعراض عن الجاهلين.

* وفيه أيضًا أن عمر كان وقافًا عند كتاب الله؛ أي أنه لا يتجاوزه إلى غيره قناعة به ورضى بحكمه.

- 54 -

الحديث العاشر:

[أن عمر قال يومًا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيم ترون هذه الآية نزلت: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل}؟. قالوا: الله أعلم. فغضب عمر، وقال: قولوا نعلم، أو لا نعلم، قال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، فقال: يا ابن أخ، قل، ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل. قال: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعلم. قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله].

* فيه من الفقه أن قول الرجل: الله أعلم؛ في مثل هذا المقام لا يصلح؛ لأن الله أعلم أبدًا؛ ولأنه إذا سئل الرجل عما يعلمه فواجب عليه أن يذكره، وإن كان لا يعمله فواجب عليه أن يقول: لا أعلمه. فلو قال فيه ما يعلمه ثم أتبع ذلك بقوله: الله يعلم لكان حسنًا.

* وفيه من الفقه أنه إذا كان الرجل ذا لب وفقه فإنه لا ينبغي له أن يحقر نفسه أن يقول فيما قد عجز عنه الشيوخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015