قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لك: (كيف بك إذا أخرجت من خيبر، تعدو بك قلوصك، ليلة بعد ليلة؟)، فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم، قال: كذبت، يا عدو الله. قال: فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك.

قال البخاري: ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن عمر قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر فقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم، وغلبهم على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه على أن يجلوا منها؛ ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء والحلقة، وهي السلاح، ويخرجون منها، واشتراط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكًا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعم حيي واسمه سعية: ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير؟ قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: العهد القريب، والمال أكثر من ذلك، وقد كان حيي قتل قبل ذلك، فدفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعية إلى الزبير، فمسه بعذاب، فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربة ههنا، فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة، فقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي الحقيق (47/ أ)، وأحدهما زوج صفية بنة حيي بن أخطب، وسبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد، دعنا نكن في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر، على أن لهم الشطر من كل زرع وشيء ما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015