لا تضره)، ولكن عمر استشف من الرؤيا أنها شهادة، وقوى ذلك عنده ما حدثه به حذيفة في حديث الفتنة، وقوله: بينك وبينها باب من حديد، فقال له: أيفتح أم يكسر؟ فقال: بل يكسر. فقال: إذن لا يغلق أبدًا، فأحس بالشهادة، فلذلك أرى أنه ذكرها لتصح له الشهادة.

* وفيه جواز أن يفوض الإمام إلى عدد معروف من غير تعين على واحد منهم، وفي هذا دليل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات وهو راض عن: عمر، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف.

* وفيه أن من طعن على ما جرى من خلافة الأربعة فإن عمر قد شهد أنهم ضلال، وأنهم جهلة غير علماء.

* وفيه أيضًا اهتمامه بالعلم، وكيف يخرج من (45/ ب) الدنيا ومسألة الكلالة لم يحرر فيها ما لا يختلف بعده معه.

* وقوله: (ما أغلظ لي في شيء ما أغلظ في الكلالة) فيه جواز أن ينهر العالم المتعلم، وأن نكيره طلبًا لفطنته لقول عمر (حتى طعنني بإصبعه في صدري).

* وفيه أن الأمراء في الإسلام ينبغي أن يكونوا عدولًا علماء؛ ألا ترى عمر رضي الله عنه يقول: (أشهدكم على أمراء الأمصار، وأني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا، ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم)؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015