فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق إلى حجرة عائشة فقال: (السلام عليكم أهل البيت (129/ ب) ورحمه الله)، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك؟ بارك الله لك، فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا رهط ثلاثة يتحدثون في البيت، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - شديد الحياء، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أو أخبر أن القوم قد خرجوا، فرجع حتى وضع رجله على أسكفة الباب داخله، والأخرى خارجه، وألقى الستر بيني وبينه وأنزل الحجاب).

وفي رواية: (أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزا ولحما، وخرج إلى حجرات أمهات المؤمنين، كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن، ويدعو لهن، ويسلمن عليه، ويدعون له، فلما رجع إلى بيته رأى رجلين، جرى بينهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله رجع عن بيته وثبا مسرعين، فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أو أخبر، فرجع حتى دخل البيت؛ فأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب).

وفي رواية: (نزلت آية الحجاب في بيت زينب بنت جحش، وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما، وكانت تفخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول: (إن الله أنكحني من السماء).

وفي رواية: (جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أمسك عليك زوجك واتق الله). قال: لو كان كاتما شيئا لكتم هذه الآية.

قال: وكانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: (زوجكن أهاليكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015