قَالَ سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - في حديثه السابق عن عزوة ذي قَرَد: فَوَاللهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى خَرَجْنَا إلى خَيبَرَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (?).
وخيبر واحة زراعية تقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها بحوالي 165كم (?)، وترتفع عن سطح البحر 850 م، وهي من أعظم حرار العرب بعد حرَّة بني سليم، وامتازت خيبر بخصوبة أرضها ووفرة مياهها، فاشتهرت بكثرة نخيلها، هذا سوى ما تنتجه من الحبوب والفواكه، لذلك كانت توصف بأنها قرية الحجاز ريفًا ومنعة ورجالاً، وكان بها سوق يعرف بسوق النطاة تحميه قبيلة غَطَفَان التي تُعْتَبر خيبر ضمن أراضيها.
ونظرًا لمكانتها الاقتصادية فقد سكنها العديد من التجار وأصحاب الحرف، وكان فيها نشاط واسع للصيرفة.
وكان يسكنها قبل الفتح أخلاط من العرب واليهود، وزاد عدد اليهود فيها بعد إجلاء يهود المدينة (?) حيث ذهب يهود المدينة الذين أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فأقاموا فيها.
تقدم أنَّ قبائل اليهود الثلاثة بني النضير، وبني قينقاع، وبني قريظة نقضوا