عَلَقَةً، فَقالَ: هَذِهِ حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثم غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعادَهُ في مَكانِهِ، قالَ وَجاءَ الْغِلْمانُ يَسْعوْنَ إلى أُمِّهِ -يَعْنِي: ظِئْرَهُ- فَقالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ. قالَ أَنَسٌ: وَكُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ في صَدْرِهِ (?).
قال ابن سعد:
وكان عمره حينها أربع سنوات (?).
وروى الحاكم في "مستدركه": عَنْ عُتْبَةَ بن عبد السُّلَمِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: كَيفَ كانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يا رَسُولَ الله؟ قالَ: "كانَتْ حاضِنَتِي مِنْ بني سَعْدِ بن بَكْرٍ، فانْطَلَقْتُ أَنا وابْنٌ لَها في بَهْمٍ لَنا وَلَمْ نَأخُذْ مَعَنا زادًا، فَقُلْتُ: يا أَخِي اذْهَبْ فَأتِنا زادًا مِنْ عِنْدِ أُمِّنا، فانْطَلَقَ أَخِي وكنت عِنْدَ الْبَهْمِ، فأَقْبَلَ طَيْرانِ أَبْيَضانِ كأَنَّهُما نَسْرانِ، فَقالَ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قالَ: نَعَم، فأَقْبَلا يَبْتَدِرانِي، فأَخَذانِي فَبَطَحانِي للْقَفا فَشَقّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجا قَلْبِي فَشَقّاهُ، فأَخْرَجا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْداوَيْنِ، فَقالَ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: حِصْهُ -يعني: خطه- واخَتَتمَ عَلَيْهِ بِخاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَقالَ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: اجْعَلْهُ في كِفَّةٍ واجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ في كِفَّةٍ، فَإذا أَنا أَنْظُرُ إلى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ، فَقالا: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمالَ بِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقا وَتَرَكانِي، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إلى أُمِّي فأَخْبَرْتُها بِالَّذِي لَقِيتُهُ فأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ التبس بِي، فقالَتْ: أُعِيذُكَ بالله, فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَها فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحل وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنا أُمِّي، فَقالَتْ: أَو أَدَّيْتُ أَمانَتِي وَذِمَّتِي، وَحَدَّثَتْها بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْها ذَلِكَ، فَقالَتْ: إِنِّي