بعدما شاع بينهم خبر مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أمَّا النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان كالليث يقاتل بين الصفوف، وكان أولُ من عرف بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ هو كعب بن مالك - رضي الله عنه - فنادى في المسلمين يبشرهم فأمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالسكوت لئلا يفطن له المشركون (?).

وظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقاتل وحوله فئةٌ قليلة من الصحابة رضوان الله عليهم صمدوا معه يدافعون عنه - صلى الله عليه وسلم -.

وقد تفطن المشركون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيٌ لم يُقتلْ فتكاثروا عليه يريدون قتله.

وكان حول النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة من الصحابة سَبْعَةٌ مِنْ الْأَنصَارِ، واثنان من المهاجرين، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (?) قَالَ: "مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ- أَوْ هُوَ رَفِيقِي في الْجَنَّةِ-"، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا فَقَالَ: "مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ- أَوْ هُوَ رَفِيقِي في الْجَنَّةِ-"، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ من الأنصار، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِصاحِبَيْهِ: "مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015