ذلك حتى استحكمت الأهواء والفتن والجهالات، التي زينت الباطل وشوهت الحق وبلغ من استحكامها فيهم أن سموا الشرك توحيداً، فاتخذوا من الموتى وقبورهم آلهة وأنداداً من دون الله، وشرعوا لها أعياداً وموالد جعلوها فروضاً لازمة ومناسك ومشاعر صارت أحب إلى قلوبهم الغاوية. من فروض ومناسك عبادة رب العالمين.
ولا يكاد يمرّ أسبوع إلا وتجد فيه عيداً، وهي في زيادة حتى جعلوا لكل شيء عيداً؛ وذلك أن هذا الأمر لا ضابط له إلا الشرع؛ لأن مسألة الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية التي لا يجوز الابتداع فيها ولا الزيادة ولا النقصان، وقد حدد سبحانه هذه الأعياد فحرّم اتخاذ أعياد سواها.
فلزوم السنة ومحاربة البدعة وحماية العقيدة من أيّ دخيل، واجب على كل مسلم ومسلمة وعلى العلماء وطلبة العلم خاصة.
وقد رأيت أن يكون موضوع بحثي لنيل درجة الماجستير في هذا الموضوع، فجاء عنوان البحث " الأعياد وأثرها على المسلمين " وكان اختياري هذا الموضوع لأسباب منها:
1 - إن الأعياد من أهمّ الخصائص التي تتميز بها الديانات، ولكل ديانة أعيادها النابعة من أصل الاعتقاد فيها.
2 - الرغبة في معرفة الأصل في الأعياد المبتدعة، وأقوال العلماء فيها.
3 - الآثار المترتبة عليها وخطرها على الأمة.
4 - زعم البعض أن الأعياد والاحتفالات لا علاقة لها بالدين.