وكان نسر: لذوي الكلاع من حمير، اتخذوه في موضع بلخع من أرض سبأ.

فلم تزل هذه الأصنام تعبد حتى بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بهدمها1.

وكما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، في تفسير الآية. قال: "صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود: فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع: فكانت لهذيل، وأما يغوث: فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف من سبأ، وأما يعوق: فكانت لهمدان، وأما نسر: فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع. أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت"2.

فكانوا يعظمون تلك الأصنام فينحرون ويذبحون عندها ويتقربون إليها وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها ويحجونها ويعتمرون إليها، وكانوا يطوفون على تلك الأصنام، ويسمى طوافهم "بالدوار" كما كانت تسمى تلك الذبائح والقرابين بالعتائر34.

فنظراً لاختلاف العرب وتفرقهم كان الاتصال بينهم صعباً فصارت أعيادهم كثيرة غير متفقة في زمان أو مكان ذات صفة محلية، وهي مرتبطة عادة بالأصنام في الغالب وبالمواسم التجارية التي تتجلى في انعقاد الأسواق5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015