وقال الجبرتي 1: عند ترجمة عبد الوهاب العفيفي: 2 ثم انهم ابتدعوا له موسماً وعيداً في كل سنة يدعون إليه الناس.. فيملؤون الصحراء والبستان فيطأون القبور ويؤقدون النيران ويصبون عليها القاذورات ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون 3.
فهذه بعض الآثار ولا ذنب أعظم ولا مفسدة أقبح مما يفعل في تلك الأعياد شرك وشرب خمر وزنا ولواط، كبائر اجتمعت ومفاسد انتشرت وعقول عطلت، فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل، وزعموا أن كل ذلك مغفور ببركة المكان أو صاحب ذلك القبر.
فالشيطان هو الذي زين لهم ذلك العمل وأملى عليهم تلك التأويلات والتعليلات للخروج من هذه المآثم بالمغفرة والثواب على حد قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} 4. وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} 5. عن الحق واتباعه فشرعوا لأنفسهم ما وافق الهوى مما أوقعهم في ذلك.