يسعى الإمام لها ويجري حولها ... بحر النذور وتقرأ الآيات
ويقال هذا القطب باب المصطفى ... ووسيلة تقضي به الحاجات 1
وبهذا العمل أصبح مشهد البدوي تشد إليه الرحال ويفعل عنده ما يفعل عند المشاعر من أعمال الحج من طواف وذبح وغيره، بل أصبح البعض يطلق عليه الكعبة مضاهاة للبيت الحرام، بل قد يفضله البعض الآخر كما يدل عليه قوله قائلهم:
هو الجوهر المكنون في معدن الرضا ... بأسراره حلت شموس الحقيقة
هو الكعبة الفراء إذ الغراء بالتياذه ... تحط الخطايا عن أناس وجنة 2
وحتى يقتنع الزوار بأن ضريح البدوي كالكعبة تماماً رصع أرباب الموالد ودعاة الوثنية مقامه بحجر أسود يتمسح ويتبرك به.
وفي ذلك يقول صاحب الجواهر السنية ومن كراماته، أي البدوي أن حجراً أسود مثبتاً في ركن قبته تجاه وجه الداخل من الجهة اليمنى، وفيه موضع قدمين شاع بين الناس وذاع واستفاض وملأ البقاع والأسماع أنه أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من زار الأستاذ يتبرك بمحل القدمين 3.
قلت: فصاروا يتمسحون به كما كانت العرب في الجاهلية تفعل بالأحجار والأوثان والأصنام التي كانوا ينصبونها.