وجاء عن أبي شامة قوله: إن من أحسن ما ابتدع في زمانه ما كان يفعل في مدينة إربل من الاحتفال بالمولد النبوي، وكان أول من فعل ذلك بالموصل 1، الشيخ عمر بن محمد الملا 2 أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل 3.

وعلى هذا يكون إحداث المولد في القرن السادس، أو السابع الهجري.

وهذا القول مرجوح، فإحداث الملك المظفر للمولد في مدينة إربل لا ينافي هذا من أن أول من أحدثه في القاهرة الخلفاء الفاطميون من قبل ذلك، فإن الدولة الفاطمية قد انقضت بموت العاضد سنة 567هـ، وما كانت الموالد تعرف في دولة الإسلام قبل ذلك.

وما ذكره أبو شامة من أنه اقتدى بفعل الشيخ عمر بن محمد الملا، وهو أول من أحدثه لا يمنع أن يكون عمل المولد تسرب إليه من الفاطميين، لاسيما وأنهم قد استولوا على الموصل سنة 347هـ 4 هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فقد قيد أبو شامة تلك الأولوية بقوله: " أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر غالملا.. ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015