...
بعد الحديث عن أعياد الكفار من الأمم السالفة والمعاصرة، وما انطوت عليه من رذائل ننتقل إلى الحديث عن الأعياد الإسلامية التي شرعها الله عز وجل لحكمة عظيمة أساسها إخلاص العبادة له جل وعلا والتي هي مجمع السعادة المنشودة.
فلقد شرع الله لنا من الأعياد ما يفرحنا دون بطر، وما يحدد شخصيتنا دون تقليد، وما يشيع في حياتنا السعادة والاستقرار، حيث جاء الإسلام وفي الناس عادات وتقاليد، فكان شأنه من تلك العادات والتقاليد أن أقر منها الصالح الذي يسمو بالإنسانية ويرقى بها، ويعطيها القوة والصلاح، ورفض ماعدا ذلك.
فلهذا أقر الإسلام مبدأ الأعياد ورسم لمعتنقيه الطريق للحفاوة بها والسعادة فيها، دون أن يطلق الغرائز إطلاقاً يعود بالضرر على الناس، أو يكبتها كبتاً يؤدي إلى الانفجار، كما أن الإسلام اتجه بالأعياد اتجاهاً يسمح للفرد بالمتعة الحلال، ويغري أن تتسع دائرة المتعة بالعيد، فتشمل أكبر عدد ممكن من المسلمين، أو تشمل المسلمين جميعاً1.
وفيما يلي سأذكر تلك الأعياد في المباحث التالية:
المبحث الأول: الأعياد الزمانية الشرعية
لقد دلت الأدلة على أن الله شرع للمسلمين أعياداً زمانية، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة وعيد الجمعة، وإليك التفصيل:
المطلب الأول: عيد الفطر والأضحى:
- أولاً: تعريفهما:
عيد الفطر: هو يوم الفطر نفسه، وهو أول يوم من شوال.
أما عيد الأضحى: فهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يلي عرفة 2.
- ثانياً: الأدلة على مشروعيتهما:
1 - من الكتاب:
قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 3.
قال عكرمة وعطاء وقتادة: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ} صلاة العيد يوم النحر {وَانْحَرْ} نسكك 4.