الإسكندرية، فسجن فيها، ولم يلبث أن مات بالطاعون. قال السخاوي: كان يقال له في ابتدائه " يلباي تلي " يعني المجنون، لجرأة كانت فيه وحدَّة مزاج. وكان الغالب على الأعمال في أيام سلطنته الدوادار خير بك الظاهري. ويقول ابن إياس: كان أرعن فاسد الرأي سئ الخلق، يعرف بيلباي المجنون، وكانت أيام سلطنته شر أيام، مع قصرها. ويخالفه السخاوي فيقول: كان كثير السكون والوقار، متديّنا، وجيها في الدول، سليم الفطرة جدا، قليل الأذى. وكان عمره يوم مات نحو ثمانين سنة (?) .

يَلْبَغا السَّالِمي

(000 - 811 هـ = 000 - 1409 م)

يلبغا أبو المعالي السالمي الظاهري الحنفي: من أشهر أمراء الجند في دولة الملك " الظاهر " برقوق، ثم ابنه " الناصر ". كان يذكر أنه سمرقندي سماه أبواه يوسف، وسبي فجلب إلى مصر مع تاجر اسمه " سالم " فنسب إليه، واشتراه برقوق. ولما خلع برقوق (سنة 791) أخذ يلبغا مدينة صفد باسمه، فعرف له ذلك بعد عودته إلى الملك. ثم كان أحد أوصيائه، فقام بتحليف المماليك لولده الناصر. وسار في " الأستادارية " سيرة عفيفة، مع عسف وشدة، وأبطل مظالم كثيرة.

وخاشن الأمراء فأبغضوه. وجمع أموالا لمحاربة تيمورلنك. فاتهم واعتقل (سنة 803) ونفي إلى دمياط. ثم أحضر (سنة 805) وقرر في الوزارة والإشارة. وقبض عليه أيضا.

وأفرج عنه (سنة 807) وعمل " مشيرا " ولم يلبث أن نفي إلى الإسكندرية، وقتل في محبسه بها خنقا. كان ملازما للاشتغال بالعلم، وسماع الحديث مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015