ابتداء العثمانيين (أصحاب القسطنطينية) بمحاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالا جسيمة على الجيوش لقتالهم. وشغل بهم، حتى أن صاحب الأندلس اشتغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسوس الذين في القدس، وبالأسلوب " الدبلوماسي " كما يقال اليوم، فاحتلوا غرناطة وذهبت الاندلس. ويذكرابن إياس - وكان معاصرا له - أن ما أنفقه على التجاريد (الجيوش) بلغ زهاء سبعة ملايين وخمسمائة وستين ألف دينار، عدا ما كان ينفقه على الأمراء والجند عند عودتهم من جبهات القتال. قال. وهذا من العجائب التي لم يسمع بمثلها. وذكر أنه كان متقشفا، له اشتغال بالعلم، وأنه كثير المطالعة، فيه نزعة صوفية، شجاع عارف بأنواع الفروسية، مهيب عاقل حكيم، إذا غضب لم يلبث أن تزول حدّته. أبقى كثيرا من آثار العمران في مصر والحجاز والشام ولا يزال بعضها إلى الآن (?) .

مُجاهِد الدِّين

(000 - 595 هـ = 000 - 1199 م)

قايماز بن عبد الله الزيني، أبو منصور، الملقب مجاهد الدين: أمير من المماليك. أصله من سجستان، اخذ منها صغير واسترقّ. وأعتقه والد الملك المعظم صاحب إربل، وجعله " أتابك " أولاده وفوض إليه أمور إربل سنة 559 هـ فأحسن السيرة وبني مدرسة وخانقاه. وانتقل إلى الموصل سنة 571 فسكن قلعتها، وفوّض إليه صاحبها " غازي ابن مودود " الحكم فيها وفي سائر بلاده، فأنشأ فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015