المنصور العباسي، ثائرا بالمدينة، ثار معه عيسى، فكان على مينته. وجمع محمد وجوه أصحابه فأوصى إن أصيب أن يكون الأمر لأخيه إبراهيم، فان أصيب إبراهيم فالأمر لعيسى بن زيد.
وشهد المعارك معهما إلى أن قتل الأول فالثاني (سنة 145 هـ واجتمع عليه رجالهما فلم يجد فيهم ما ينهض بالأمر، فتركهم، وتوارى. قيل له: إن في ديوانك عشرة آلاف رجل، ألا تخرج؟ فقال: لو أن فيهم ثلاثمئة يثبتون عند اللقاء لخرجت قبل الصباح. ولم يجدّ المنصور في طلبه، فعاش بقية حياته متواريا، يتنقل أحيانا في زي الجمّالين ويقيم أكثر الأيام بالكوفة، في منزل علي بن صالح ابن حيّ (أخي الحسن بن صالح وقد تقدمت ترجمته) وزوّجه عليّ ابنته، لعلمه وحسن سمته، قبل أن يعرف حقيقته. ولما ولي المهدي (العباسي) طلبه فلم يقدر عليه، فنادى بأمانه إن ظهر. فبلغه خبر الأمان ولم يظهر.
واستمر إلى أن توفي قبل وفاة الحسن ابن صالح بشهرين أو بستة أشهر (?) .
(000 - 397 هـ = 000 - 1006 م)
عيسى بن سعيد، المعروف بابن القطاع.