فتولى السلطان مباشرة الجهاد بنفسه فرحل إلى سبتة (Ceuta) وجمع الأساطيل فضرب بها أساطيل الفرنج ببحر " الزقاق " (عز وجلetroit de Gibraltar) سنة 740 وعبر البحر إلى ناحية طريف (Tarifa) وكانت في يد العدو، فحاصرها طويلا. وفاجأه الإفرنج بجيوش متعددة، فأصيبت عساكره بفاجعة قلما وقع مثلها، وقتلت النساء والولدان، ونجا ببقايا جموعه (سنة 741) فقفل إلى الجزيرة الخضراء فجبل فتح، وركب إلى سبتة. واستأسد الفرنج، فأغرقوا أساطيله في " الزقاق " واحتلوا الجزيرة الخضراء. ورجع إلى فاس، يتجهز لإعادة الكرة، فعلم بوفاة أبي بكر الحَفْصي (صاحب إفريقية) ونشوب الفتنة بين ابنيه، فتوجه بجيشه إلى تونس فدخلها سنة 748 وزار القيروان وسوسة والمهدية، واستعمل العمال على الجهاب، دالت دولة الحفصيين. واتصلت ممالكه من مسراتة إلى السوس الأقصى. ولم يكد ينعم بهذا الاستقرار، حتى انتقضت عليه قبائل العرب بإفريقية، فقاتلهم، فطفروا، فلجأ إلى القيروان وتسلل منها إلى تونس، فهادنه العرب ثم صالحوه.

ووصلت الأخبار إلى المغرب الأقصى، فانتقضب زناتة، من بني عبد الواد ومغراوة وبني توجين.

وكان قد ولى ابنه أباعنان (واسمه فارس) على تلمسان، فلما علم هذا ما حل بأبيه دعا إلى نفسه، فبويع بقصر السلطان بالمنصورة (سنة 749 هـ وزحف بجيش إلى فاس فقاومه أميرها (وهو أخوه: منصور ابن علي) فافتتحها وقتله، واستوسق له ملك المغرب. وجاءت الأخبار بذلك إلى " السلطان " وهو بتونس، فركب البحر (سنة 750) في نحو ستمائة مركب، وعصفت الريح على ساحل تدلس (وتسمى الآن عز وجلellys) فغرق كل من معه إلا بضعة مراكب. ونزل بالجزائر، فأقبل عليه أهلها، فنهض يريد تلمسان، وكان قد استولى عليها بنو زيان، فقاتلوه ونهبوا ما بقي معه، فخلص إلى الصحراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015