وصفا الجو لعبد الرحمن مدة قليلة. وتجددت الخصومة بينه وبين ابن رشيد، وانهزم رجال عبد الرحمن في (المليدة) فرحل إلى الجنوب، ونزل في قبائل (مرة) فأقام سبعة أشهر، وأرسل أهله إلى الأحساء - وكانت لا تزال في يد الحكومة العثمانية - وجمع من توسم فيهم النجدة وأعاد الكرة على الرياض، فأخرج منها رجال ابن رشيد، واستولى عليها وعلى سائر العارض. فزحف عليه ابن رشيد، واقتتلا في (حريملة) وظفر ابن رشيد، فرحل عبد الرحمن إلى بادية الأحساء، وأرسل أهله إلى (قطر) ثم إلى (البحرين) سنة 1309 هـ واستقر بعد ذلك في (الكويت) فأقام نحو عشرة سنوات، اشتد بها ساعد ابنه عبد العزيز (انظر ترجمته) فاستأذن أباه في مناوشة آل رشيد، وتمّ له احتلال الرياض في وثبة عجيبة. وعاد إليها عبد الرحمن سنة 1319 هـ وطالت حياته إلى أن شهد ملك ابنه (عبد العزيز) يمتدّ من خليج فارس إلى البحر الأحمر، ومن داخل بلاد اليمن إلى حدود الشام. وكان عبد العزيز يرجع إليه في كل ما يهم من الأمور، ويقف بين يديه إذا جلس، موقف الخادم، إلى أن توفي. وكان في عبد الرحمن زهد، وبعد عن مظاهر الترف، وفي طبعه ميل إلى الهوادة، وهو على جانب من العلم، ولم يكن في يوم من الأيام مثير فتنة ولا ناقض عهد حتى مع أعدائه وصنف (مناسك الحج على المذاهب الأربعة - ط) بأمر ابنه عبد العزيز (?) .

عَبْد الرَّحْمن بن القاسِم

(000 - 126 هـ = 000 - 744 م)

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي، أبو محمد: من سادات أهل المدينة، فقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015