في الحجاز، جناحان قويان: فيصل في شمال شبه الجزيرة، وعبد الله في شمالها الغربي.

وبادره جاره (ابن سعود) راغبا في مصافاته، فاستهان به الحسين واشتط في مطالبه.

وزار عمّان (سنة 1924 م) فبايعه أناس بالخلافة، وعاد إلى مكة ملقبا بأمير المؤمنين.

وأراد أهل (نجد) الحج، فلم يأذن بدخولهم الحجاز. واشتدّ توتر الحال بينه وبين ابن سعود،

فأقبلت جموع من نجد وتربة والخرمة إلى مدينة (الطائف) فمزقت جيش الحسين المرابط فيها، واحتلتها. وسرى الذعر إلى مكة، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة، فأجابه هذا بأن حكومته قررت الحياد. واجتمع بجدة بعض ذوي الرأي من أهلها وأهل مكة، فاتفقوا على نصح الحسين بالتخلي عن العرش لكبير أبنائه (عليّ) ففعل. وانتقل من مكة إلى جدة (سنة 1343 هـ 1924 م) فركب البحر إلى (العقبة) آخر حدود الحجاز، في الشمال، وكانت في ولاية ابنه عبد الله.

وأقام بضعة أشهر. ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن إقامته فيها قد تحمل (ابن سعود) على مهاجمتها. وتلقى إنذارا بريطانيا بوجوب رحيله عنها. ووصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، ركبها وهو ساخط، إلى جزيرة قبرص (سنة 1925 م) فأقام ست سنين، ومرض، فأذن الإنجليز بسفره إلى عمّان. وجاءه ابناه فيصل وعبد الله، فصحباه إليها. فمكث معتلّا، ستة أشهر وأياما،

ووافته منيته. فحمل إلى القدس، ودفن في المسجد الأقصى (?) .

القاضي العَمْري

(1265 - 1362 هـ = 1849 - 1943 م)

حسين بن علي بن محمد العَمْري: فقيه زيدي، من أهل صنعاء، من بيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015