دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا ثمَّ بعد ثَلَاث سِنِين صعد إِلَى أوشليم ليتعرف ببطرس وَمكث عِنْده خَمْسَة عشر يَوْمًا وَرَأى يَعْقُوب صديق بطرس وحواري الْمَسِيح وَرَأى أَيْضا يوحنا وبرنابا وَرجع ليردد نفس الأفكار الَّتِي صرح بهَا بطرس لَا يُرَدِّدهَا فِي أوشليم وَحدهَا بل فِي كل مَكَان تطؤه قدماه فَفِي مَدِينَة أنطاكية بيسيدية دخل مجمعا من مجامع الْيَهُود كَمَا فِي الإصحاح الثَّالِث عشر من سفر الْأَعْمَال وَشرح نبوءة يوحنا المعمدان كَمَا شرحها بطرس وَشرح أَيْضا نبوءة المزمور الثَّانِي كَمَا شرح بطرس قَالَ بولس
أَيهَا الرِّجَال الإسرائيليون وَالَّذين يَتَّقُونَ الله اسمعوا إِلَه شعب إِسْرَائِيل هَذَا اخْتَار آبَاءَنَا وَرفع الشّعب فِي الغربة فِي أَرض مصر وبذراع مُرْتَفعَة أخرجهم مِنْهَا وَنَحْو مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة احْتمل عوائدهم فِي الْبَريَّة ثمَّ أهلك سبع أُمَم فِي أَرض كنعان وَقسم لَهُم أَرضهم بِالْقُرْعَةِ وَبعد ذَلِك فِي نَحْو أربعمئة سنة وَخمسين سنة أعطاههم قُضَاة حَتَّى صموئيل النَّبِي وَمن ثمَّ طلبُوا ملكا فَأَعْطَاهُمْ الله شاول ابْن قيس رجلا من سبط بنيامين أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ عَزله وَأقَام لَهُم دَاوُود ملكا الَّذِي شهد لَهُ أَيْضا إِذْ قَالَ وجدت دَاوُود بن يسى رجلا حسب قلبِي الَّذِي سيصنع كل مشيئتي من نسل هَذَا حسب الْوَعْد أَقَامَ الله لإسرائيل مخلصا يسوع إِذْ سبق يوحنا فكرز قبل مَجِيئه بمعمودية التَّوْبَة لجَمِيع شعب إِسْرَائِيل وَلما صَار يوحنا يكمل سَعْيه جعل يَقُول من تظنون أَنِّي أَنا لست أَنا إِيَّاه لَكِن هُوَ ذَا يَأْتِي بعدِي الَّذِي لست مُسْتَحقّا أَن أحل حذاء قَدَمَيْهِ
أَيهَا الرِّجَال الْأُخوة بني جنس إِبْرَاهِيم وَالَّذِي بَيْنكُم يَتَّقُونَ الله إِلَيْكُم أرْسلت كلمة هَذَا الْخَلَاص لِأَن الساكنين فِي أورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هَذَا
وأقوال الْأَنْبِيَاء الَّتِي تقْرَأ كل سبت تمموها إِذْ حكمُوا عَلَيْهِ وَمَعَ أَنهم لم يَجدوا عِلّة وَاحِدَة للْمَوْت طلبُوا من بيلاطس أَن يقتل وَلما تمموا كل مَا كتب عَنهُ أنزلوه عَن الْخَشَبَة ووضعوه فِي قَبره وَلَكِن الله أَقَامَهُ من الْأَمْوَات وَظهر أَيَّامًا كَثِيرَة للَّذين صعدوا مَعَه من الْجَلِيل إِلَى أورشليم الَّذين هم شُهُوده عِنْد الشّعب