واحتج الأكثرون: بقوله -تعالى-: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} (?). وهذا يقتضي أن يمسح بما له غبار، يعلق بعضه بالعضو، وبحديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت الأرض كلها لنا مسجدًا، وترابها (?) لنا طهورًا إذا لم نجد الماء" رواه الدارقطني (?) في سنة وأبو عوانة (?) في صحيحه وهو في مسلم (?) أيضًا لكن بلفظ "تربتها" بدل "ترابها".
وروى البيهقي (?) ء عن ابن عباس قال: "الصعيد: الحرث، حرث الأرض، ولأنه طهارة عن [حدث] (?) فاختص بجنس واحد كالوضوء، وبهذا يقع الاحتراز عن الدباغ.
وأما قولهم: الصعيد: ما صعد على وجه الأرض، فلا نسلم اختصاصه به، بل هو مشترك يطلق على وجه الأرض، لأنه صعِدَ عليها، وعلى التراب، وعلى الطريق، وكذا نقله الأزهري (?) عن العرب، وإذا كان كذلك لم يختص بأحد الأنواع إلَّا بدليل. وحديث حذيفة وتفسير ابن عباس ترجمان القرآن قاضٍ بتخصيص التراب.