وأشهد من عوف حُلُولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبرِقانِ [المزعفرا] (?)
يريد أنهم [يقصدونه] (?) في أمورهم ويختلفون إليه في حاجاتهم مرة بعد أخرى قال: وقد استدلوا بهذا المعنى على إيجاب العمرة [وقالوا: إذا كان الحج قصد فيه تكرار، فإن معناه لا يتحقق إلاَّ بوجوب العمرة] (?)، لأن القصد في الحج إنما هو مرة واحدة لا يتكرر انتهى (?).
هذا الاستدلال مردود فإنه لا يلزم من تكرار الحج وجوبه قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} (?) أي يرجعون إليه ويتقربون في كل عام ولأن الحاج يكون وروده على البيت عند القدوم وعند [الإِفاضة] (?) وعند الوداع وذلك غير ما يشتغل به [من] (?) الطواف فالتكرار حاصل بلا إشكال.
قال القاضي عياض: والحج أيضاً العمل.