هو في اللغة: لزوم الشيء، وحبس النفس عليه، خيراً كان أو شرًّا، قال -تعالى-: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ} (?) الآية. وقال: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} (?)، أي محبوساً ملزوماً. وقال: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} (?)، أي مقيماً ملازماً، وقال: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (?)، أي ثابتون ملازمون.
وفي الشرع: إقامة مخصوص ويسمى جواراً أيضاً كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة, ومنها قول عائشة: "كان يصغي إليّ رأسه وهو مجاور في المسجد, فأُرَجِّلُه وأنا حائض" (?). والكلام فيه كالكلام في سائر الأسماء الشرعية، والاعتكاف من الشرائع القديمة، قال -تعالى-: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ} (?)، ثم ذكر المصنف في الباب أربعة أحاديث: