العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة، ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر". فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين (?).
الكلام عليه من وجوه:
الأول: قوله: "كان يعتكف العشر الأوسط" قال الشيخ تقي الدين: الأقوى فيه أن يقال: "الوُسُط" والوسَط بضم السين أو فتحها، وأما "الأوسط" فكأنه تسمية لمجموع تلك الليالي والأيام، وإنما رجح الأول لأن "العشر" اسم الليالي فيكون وضعها الصحيح جمعاً لائقاً بها.
وقال الفاكهي: يقال: العشر "الأوسط" "والوسط" بضم الواو. وكذا رأيته بخط ابن عصفور أعني "الوسط" قال: ووجهه أن "العشر اسم مجموع الليالي العشر، فهو كالآخر في جمع أخرى، ووجه