يكثر فجره وبطالته، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة " (?).
وعن شقيق البلخي قال: (علامة التوبة البكاءُ على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهِجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار) (?).
فحق الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبة الأخيار ومجالستهم، وأن يتجنب مجالسة الأشرار، لأنه لا يأمن غائلتهم، والطبع يسرق من الطبع وهو لا يدري، فصحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر، كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنًا، وإذا مرت على الطيب حملت طيبًا، وقد قيل: " لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقالُه "، وقيل: " لا تصحب الفاجر؛ فإنه يزين لك فعله، ويود لك أنك مثله ".
ولما كان " الدفع أسهل من الرفع "، و " الوقاية خيرًا من العلاج "؛ أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى فضيلة لزوم الإنسان بيته اتقاء الغيبة، فقال فيما رواه عنه معاذ بن جبل رضي الله عنه:
" ... ومن جلس في بيته لم يغتب إِنسانًا كان ضامنًا على الله " (?).
وهذا يدل على فضيلة من اعتزل مجالس الناس، ولزم بيته بنية كف شر لسانه عن إخوانه المؤمنين، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في أفضل الأعمال بعد الجهاد: " مؤمن