ولعللت تذكره بأمرٍ قد عافاك الله منه، فهذا جزاؤه إذ عافاك؟!
أما سمعت: ارحم أخاك، وأحمد الذي عافاك " (?).
إن شئت أن تحيا ودينك سالم ... وحظك موفورٌ وعِرْضُك صَيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس ألسُنُ
وعينك إن أبدت إليك مساوئًا ... فصُنْها، وقل: يا عينُ للناس أعين (?)
وقال أبو عبد الرحمن السلمي -رحمه الله تعالى-: " سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت زاذان المدايني يقول: رأيت أقوامًا من النَّاس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب النَّاس: فستر الله عيوبهم، وزالت عنهم تلك العيوب، ورأيت أقوامًا لم تكن لهم عيوب؛ اشتغلوا بعيوب النَّاس: فصارت لهم عيوب " (?).
وذلك لأن من اغتاب اغتيب، ومن عاب عيب، فبحثه عن عيوب الناس يورث البحث عن عيويه، ولعل في قاعدة " الجزاء من جنس العمل " زاجرًا للذين يخوضون في عيوب الناس، فيكفوا عنها خشية أن يعاملوا بالعدل، فإن البلاء موكَّلٌ بالقول:
لو شاء ربُّك كنتَ أيضًا مثلَهم ... فالقلبُ بين أصابع الرحمنِ
عن إبراهيم قال: " إني لأرى الشيء مما يعاب، ما يمنعني من غيبته إلا مخافة أن اُبتلى به " (?).