أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 16، 17].
فيا محيي القلوب الميتة بالإيمان، خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، وطهِّرنا من درن الخطايا، واعصمنا من زلل اللسان.
وأعيذ نفسي وكلَّ ناصح أن يكون ممن قال فيهم الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -:
" مَثَلُ الذي يُعَلِّم الناسَ الخيرَ، وينسى نفسَه، مثل الفتيلةِ، تُضيءُ للناس، وتحرِقُ نفسَها " (?)، وإلا فما أحراه بقول الإمام الواعظ الفاضل أبي المظفر محمد بن عليِّ بن البَلِّ الدُّوريِّ رحمه الله تعالى (?):
يتوب على يَدِي قومٌ عصاةٌ ... أخافَتْهم من الباري ذنوب
وقلبي مُظلم من طول ما قد ... جنى فأنا على يد مَن أتوب؟
كأني شمعةٌ ما بين قومٍ ... تضيء لهم وَيحْرِقها اللهيب
كأني مِخْيَطٌ يكسو أناسًا ... وجسمي من ملابِسه سليب
فنستغفر الله تعالى من كل ما زلت به القدم، أو طغى به القلم، ونستغفره من أقوالنا التي لا توافقها أعمالنا، ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه