- بدعوة الجميع إلى ضرورة التفريق بين " العالم " الحقيقي، وبين كل من:
طالب العلم، والناقل، والداعية، والواعظ، والعابد، والخطيب، والقارئ، والمثقف، والمفكر، والمجاهد ... إلخ.
فلكلٍ وجهة هو موليها، (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات)، دون أن يتسوَّر غير العالم على العلم، ودون أن ينازع الأمر أهله، ودون أن يحقر من فُتح عليه في باب من أبواب البر مَن فُتح عليه في غيره، على أن يبقى " العلم " هو الحَكَم، فيكون أسعد المذكورين حظًّا أشدهم التحامًا بالعلم والعلماء، وبذلك نوفِّي حاجة الأمة إلى تجارب الشيوخ وعلومهم، وطاقة الشباب وجهودهم.
(قال الحافظ ابن عبد البَر في " التمهيد ": هذا كتبته من حفظي، وغاب عني أصلى: إن عبد البر العُمري العابد كتب إلى مالك يحضُّه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: " إن الله قسم الأعمالَ كما قسم الأرزاق، فرُبَّ رجلٍ فُتح له في الصلاة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخَرُ فُتح له في الصدقة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيتُ بما فُتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خيرٍ وبِرٍ ") (*).
* * *