إلى أبي موسى الأشعري: أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائج الناس، فأكرِم وجوه الناس " (?).
واستأذن رجلان على معاوية رضي الله عنه، فأذِن لأحدهما، وكان أشرف منزلة من الآخر، ثم أذن للآخر، فدخل عليه فجلس فوق صاحبه، فقال معاوية رضي الله عنه: " إن الله قد ألزمنا تأديبكم كما ألزمنا رعايتكم، وإنا لم نأذن له قبلك إلا ونحن نريد أن يكون مجلسُه دوَنك (?)، فقم لا أقام الله لك وزنًا " (?).
وقيل: كان زياد معظمًا للأحنف، فلما وُلِّي بعده ابنهُ عبيد الله تغيَّر أمر الأحنف، وَقَّدم عليه من هو دونه، ثم وفَد على معاوية في الأشراف، فقال لعبيد الله: " أدخِلهم عَلَيَّ على قدر مراتبهم "، فأخَّر الأحنف، فلما رآه معاوية أكرمه لمكان سيادته، وقال: " إليَّ يا أبا بحر "، وأجلسه معه، وأعرض عنهم، فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد، وسكت الأحنف، فقال له: " لم لا تتكلم؟ "، قال: " إن تكلمتُ خالفتُهم "، قال: " اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله "، فلما خرجوا كان فيهم من يرومُ الإمارة، ثم أتوا معاوية بعد ثلاث، وذكر كل واحدٍ شخصًا، وتنازعوا، فقال معاوية. " ما تقول يا أبا بحر؟ "، قال: " إن ولَّيتَ أحدًا من أهل بيتك لم تجد مِثْلَ عُبيد الله "، فقال: " قد أعدتُه "، قال: فخلا معاوية بعبيد الله، وقال: " كيف ضيَّعتَ مثل هذا الرجل الذي عزلك، وأعادك، وهو ساكت!؟ "، فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره (?).
وقال ابن شهاب: (خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعنا