يخرج من بعدهم.
وقال المروذي: " رأيته جاء إليه مولى ابن المبارك فألقى إليه مخدة وأكرمه، وكان إذا دخل عليه من يكرم عليه، يأخذ المخدة من تحته، فيلقيها له ".
وقال المروذي: " كان أبو عبد الله من أشد الناس إعظامًا لإخوانه ومن هم أسن منه، لقد جاءه أبو همام راكبًا على حمار، فأخذ له أبو عبد الله بالركاب، ورأيته فعل هذا بمن هو أسن منه من الشيوخ (?) ").
وعن سلمة بن كهيل قال: " كان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء لسِنِّه " (?).
وانتهى أبو منصور وإبراهيم إلى زقاق، فقال له إبراهيم: " تقدم "، فأبى أن يتقدم، فتقدم إبراهيم، ثم قال: " لو كنت أعلم أنك أكبر مني بيوم؛ ما تقدمتك ".
وعن مالك بن مِغْوَل قال: (كنت أمشي مع طلحة بن مُصَرِّفٍ، فصرنا إلى مضيق، فتقدمني، ثم قال لي: " لو كنت أعلم أنك أكبر مني بيوم؛ ما تقدَّمتك " (?).
وعن الفضل بن موسى قال: (انتهيت أنا وعبد الله بن المبارك إلى قنطرة، فقلت له: " تقدَّمْ "، وقال لي: " تقدم "، فحاسبته، فإذا أنا أكبر منه بسنتين) (?).
وعن حماد بن أبي حنيفة قال: (رأيت الحسن بن عمارة وأبي انتهيا إلى قنطرة، فقال له أبي: " تقدم "، فقال: " أتقدم؟! تقدمْ أنت، فإنك أفقهنا، وأعلمنا، وأفضلنا " (?).