غمني ما جرى له، وما تم له "، فيظن من يسمعه أنه يغتم له، ويتأسف، وقلبه منطوٍ على التشفي به، ولو قدر لزاد على ما به، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به، وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.

ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإِنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول، وقصده غير ما أظهر، والله المستعان) (?) اهـ.

وقال الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى:

(إن علم إبليس أنك حذر خائف في كثير من أحوالك، لم يبدأ صاحبَك بالتزين له بالغيبة والكذب، إن علم أنك من ذلك نافر، وله مجانب، ولكن يدعكما، حتى إذا ذكرتما الله عز وجل، واستأنستْ قلوبكما، زين لكما فضول الكلام، والراحة إلى الدنيا، فإذا خُضتما في ذلك زين لكما الغيبة.

فإن كنتما من الخائفين في كثير من أموركما أجرى الغيبة من قبل الغضب لله عزّ وجل، أو التعجب، أو الإنكار، أو التوجع لمن تغتابانه.

وإن كنتما لا تقومان في الخوف ذلك المقام، أجرى بينكما الغيبة من قبل الغضب والغيظ والمكافأة لمن ذكركما، أو ذكر أحدكما، والآخر راضٍ بذلك) (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015