أهل الكوفة- فحدثنا بسبعة أحاديث، فاستزدناه، فقال: " من كان له ديِنٌ فلينصرف "، فانصرفت جماعة، وبقيت جماعة أنا فيهم، ثم قال: " من كان له حياء فلينصرف "، فانصرفت جماعة، وبقيت جماعة أنا فيهم، ثم قال: " من كانت له مُروءة فلينصرف "، فانصرفت جماعة، وبقيت جماعة أنا فيهم، فقال: " يا غلمان افقئوهم (?)، فإنه لا بُقْيا (?) على قوم لا دين لهم، ولا حياء، ولا مروءة " (?)).

ومن الأسئلة التي تسيء إلى العلاقة القائمة بين المتعلم وأستاذه الأسئلة المعروفة والمكررة والمعادة لما يترتب عليها من ضياع الوقت، يقول ابن جماعة رحمه الله: (ولا ينبغي للطالب أن يكرر سؤال ما يعلمه ولا استفهام ما يفهمه, فإنه يضيع الزمان، وربما أضجر الشيخ، قال الزهري: " إعادة الحديث أشد من نقل الصخر ") (?).

وقال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله:

(وليتق إعادة الاستفهام لما قد فهمه، وسؤال التكرار لما قد سمعه، وعَلِمه، فإن ذلك يؤدِّي إلى إضجار الشيوخ)، ثم ساق بسنده (إلى أبي عمر الحوضي قال: " رأيت شعبة بن الحجاج أقام عفانًا من مجلسه مرارًا من كثرة ما يكرر عليه ") (?).

وقال وكيع: " من استفهم وهو يفهم؛ فهو طَرفٌ من الرياء " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015