وطريفه، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه وما أوغر منه الصدور، وجلب الشرَّ، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويُزيل المروءة " (?) اهـ.

ومن أدبه: أن يحضر درس الشيخ على أحسن الهيئات، وأكمل الطهارات، " وكان الشيخ أبو عمر يقطع من حضر من الفقهاء الدرس محففًا بغير عمامة، أو مفكك أزرار الفرجية " (?).

وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " أحِبُّ إلي أن انظر القارئ أبيض الثياب " (?)؛ يعني ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.

وقال ابن جماعة في آداب المتعلم مع زملائه.

" أن يتأدب مع حاضري مجلس الشيخ، فإنه أدب معه، واحترام لمجلسه، وهم رفقاؤه، فيوقر أصحابه، ويحترم كبراءهم وأقرانه، لا يجلس وسط الحلقة، ولا قدام أحد إلا لضرورة -كما في مجالس التحديث- ولا يفرق بين رفيقين، ولا بين متصاحبين إلا بإذنهما معًا " (?).

وعلى طالب العلم أن ينظر شيخه بعين الإجلال، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدَّق بشيء وقال: " اللهم استر عيب شيخي عني، ولا تُذهب بركة علمه مني ".

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015