ولأن " أدب الأئمة إِمام الأدب " نعرض فيما يلي مواقف عملية لأئمة الهدى في التأدب مع مشايخهم، ومع أقرانهم، لعلنا نقتبس منها الدرس والعبرة:
فعن موسى بن يسار قال: (كان رجاء بن حيوة، وعدي بن عدي، ومكحول في المسجد، فسأل رجل مكحولاً عن مسألة، فقال مكحول: " سلوا شيخنا وسيدنا رجاء بن حيوة ") (?).
(وكان القاضي " أحمد بن إبراهيم بن حماد المالكي " مع كونه كبير القضاة، إلا أنه كان يتردد إلى الإمام " أبي جعفر الطحاوي الحنفي " يسمع من تصانيفه، واتفق مجيء شخص لاستفتاء الطحاوي عن مسألة، والقاضي عنده، فقال له الطحاوي: " مذهب القاضي -أيده الله- كذا وكذا، فقال له السائل: " ما جئت إلى القاضي، إنما جئت إليك "، فقال: " يا هذا، هو كما قلت "، فأعاد السائل، فقال له القاضي: " أفته -أيدك الله- برأيك " فقال له الطحاوي: " إذا حيث أذن القاضي -أيده الله- أفتيته "، ثم أفتاه) (?).
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: (كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة، فإذا غاب ربيعة، حدثهم يحيى أحسن الحديث، وكان كثير الحديث، فإذا حضر ربيعة كفَّ يحيى إجلالاً لربيعة، وليس ربيعة بأسنَّ منه، وهو فيما هو