الفصل الثاني من أدب الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام

الفصل الثاني

من أدب الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام

قال الرازي في " مفاتيح الغيب " مشيرًا إلى قول موسى للخَضرِ عليهما السلام: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}: (اعلم أن هَذه الآيات تدل على أن موسى عليه السلام راعى أنواعًا كثيرة من الأدب واللطف عندما أراد أن يتعلم من الخضر.

فأحدها

فأحدها: أنه جعل نفسه تبعًا له، لأنه قال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ}.

ثانيها

ثانيها: أنه استأذن في إثبات هذه التبعية، فكانه قال: " هل تأذن لي أن أجعل نفسي تبعًا لك؟ " وهذه مبالغة عظيمة في التواضع.

ثالثها

ثالثها: أنه تعالى (?) قال: (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ) وهذا إقرار له على نفسه بالحاجة إلى ما عند أستاذه من العلم.

رابعها

رابعها: أنه تعالى قال: (مِمَّا علِّمْتَ) وصيغة " من " للتبعيض، فطلب منه تعليم بعض ما علمه الله، وهذا أيضًا مشعر بالتواضع، كانه يقول له: " لا أطلب منك أن تجعلني مساويًا في العلم لك، بل أطلب منك أن تعطيني جزءًا من أجزاء علمك "، كما يطلب الفقير من الغني أن يدفع إليه جزءًا من أجزاء ماله.

خامسها

خامسها: أن قوله تعالى: (مِمَّا عُلِّمْتَ) اعتراف بأن الله علَّمه ذلك العلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015