ترجيح السلف الأدب على العلم

الأدب لفظ جامع للفضائل والأخلاق الكريمة، التي تؤدي إلى المحامد.

قال أبو زيد الأنصاري: " الأدب يقع على كل رياضة محمودة، يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل ".

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (الأدب: استعمال ما يُحمد قولاً وفعلاً، وعبر بعضهم بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل: الوقوف مع المستَحسَنَات، وقيل: بل هو تعظيمُ من فوقك، والرفق بمن دونك، وقيل: إنه مأخوذ من " المأدبة "، وهي الدعوة إلى الطعام، سُمِّي بذلك؛ لأنه يُدعَى إليه) (?).

هذه المعاني كلها تدخل في مسمى الأدب، وهي التي كان يطلق عليها في لسان السلف الصالح اسم: " الهَدْي "، وهَدْيُ الرجل: سيرته العامة والخاصة، وحالهُ، وأخلاقه.

ولأن " خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - "، فقد كان السلف يرمقون من كان أولى الناس وأقومهم بهديه - صلى الله عليه وسلم -، فحينئذ يرتضونه أسوة وقدوة، وينتفعون بلحظه ولفظه، ويصدرون عن خُلقه وسلوكه، ويدونون هذا الهدي لتتناقله الأجيال وتنتفع به (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015