إن قوى النفس الإنسانية مفتقرة دائماً إلى تعهدها بالتربية والتثقف والتفقد والتقويم، كالأرض لا تُخرج ما في أرحامها إلا بالفلاحة والرعاية والتفقد، الأمر الذي يحتاج آلاتٍ وأسباباً خاصة.
ولاشك أن " الأسرة " هي أخطر مؤسسة تربوية، وأن " الوالد " يتحمل المسئولية الكاملة عن التوجيه التربوي لأهله وولده، فإن فسد القَوَّامُ؛ عمَّ الفسادُ جميعَ الأقوام، وإن أخلَّ بواجباته التربوية صار هو الحاضر الغائب، وتساوى أبناؤه مع " اليتامى "، قال الشاعر:
ليس اليتيم الذي قد مات والداه ... إن اليتيم يتيمُ العلمِ والأدبِ
آخر:
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه من ... هَمِّ الحياة، وخلَّفاه ذليلا
إن اليتيمَ لمن تَلْقَى له ... أمًا تَخلَّتْ أوَ أبًا مشغولا
* * * * * * * * * * * * * *